انه ( محسن بن دخيل الله القعيطري ) من فرع ( السباعين ) من ( القعاطره )
إحدى بطون قبيلة رفاعه المشهورة من (غامد الهيلا) , اختلف الرواة في تحديد زمانه
وإن كانوا على اتفاق في تحديد مكان عيشه فقد عاش في منطقة (عقيق غامد الهيلا)
بضاحية تسمى ( بغداد ) لجودة تمورها ومشابهتها لتمور نخيل بلاد الرافدين في العراق
ولا زالت بهذا المسمى إلى اليوم , أما الزمن الذي عاش فيه فيكاد يكون مجهولا
لولا بعض الاستدلالات من الأحداث التي عاصرها (محسن)
فقد عاصر الشاعر قبيلة (بني ِسيد) المشهورة من (غامد الهيلا) والذي يرجح الرواة فترة عيشهم
بالمنطقة قبل أكثر من 300 عام على أقل تقدير وهو ما يؤيده شعره الذي بين أيدينا
وقصته مع شيخ بني سيد (حمد بن قريع )عندما كان جاليا عند الشلاوى .
كان محسن وجماعته يقطنون العقيق وفي أحد الأيام عندما عادوا إلى قريتهم (بغداد)
وجدوا (الجراد) قد عقبهم على زرعهم وأفسد عليهم محاصيلهم فأصبحوا بين ليلة وضحاها
لا يجدون ما يقتاتون به فاجتمعوا لبحث الأمر فشار عليهم (جمعان أخو محسن ) بالغزو
ليعيشون على ما يحصلون عليه من كسب وغنائم وقد قاموا بذلك بالفعل وكان لهم
ما أرادوا فقال شاعرنا هذه القصيدة مبيّنا تفاصيل ذلك :
زرعنا لْنا في جال (بغداد) مـزرع
وتهيّا لـه الدبـا الحنينـي ورعـاه
ولا صايح العمال من غب الطـوا
وعزي لمن حـط الصيـاح جـداه
فشار لْنا جمعان بالـراي والهـدى
شـار لْنـا يـوم الإلــه هــداه
جرّانا من (وادي العقيـق) بصالـه
كما السيل ينفـح فالجبـوب غثـاه
معنا مناعيـرٍ مـن (آلاد عامـر)
كما خنجرٍ يفضـي العظـام شبـاه
وطانا بها (وادي كرا) علّـه الحيـا
جـاه السحـاب الغـر ثـم سقـاه
ووطانا بها ديّر (بصيص بن دبشق)
وحنا على ديّـر بصيـص حْنـاه
ومع صلاة الصبـح وأول بحـزه
وحنـا بـراس السلـع فيـه بْـداه
وعند الضحى شفنا من القوم عينـه
حـس المشايـع والحنـيـن وراه
اضربوا منا كبير الجماهي ضفيدع
وليـا سنـونـه فالصـمـاد وراه
فرديت للمعبـر وزهّبـت خاتمـه
ونصرته وهو حيّ يشـوف قضـاه
ولا كنّ عالي قراها ينثـر الدمـي
يشـدي لرعـاد السمـاك عــواه
أحول بعمري من وراهـم ودونهـم
ومثلي ليـا خـف الذليـل حمـاه
رديت عينـي للملابيـس واهلهـا
وهمّـه لعينـي ولـعـةٍ وشـفـاه
ورديت عيني لاهل النالات لا هـم
يحاضـون عنـا بنـدق ورمــاه
فسمّيت الثـلاث الغامديـه بأسمنـا
والمـال لـه حـواشـةٍ ورْعــاه
وقد امتلك محسن القعيطري صفات الفارس المهاب الذي لا يعرف الخنوع ولا الخضوع
لأحد فكان بذلك احد فرسان غامد الأفذاذ ولكنه لم يتوقع ذات يوم أن جرة( أثر ) القوم الغازين
التي وجدها هي لقوم كانوا قد غزوا على ربعه وأخذوا إبلهم على حين غفلة منهم
فذهب على عجل إلى ربعه ليجدهم (ينخونه) ويخبرونه بما جرى فهب سريعا في أثر القوم
وبعد معركة حاميه استطاع هو ومن معه من ربعه رد (الإبل) فقال هذه الأبيات واصفا ما حدث
ومفتخرا بفعل (غنيدف المغثوي ) احد فرسان غامد الذي قتل عقيد القوم :
لقيت جرتهم وأنا مرهيٍ بهـم
وأنا وحيـدٍ فالخـلا شفقانـي
مالي عوينٍ فالخـلا غيـر الله
والا حريص الوقع في الاكواني
وعند العشا وأنا اهتري في لابه
ولا ذا المصيّح قدمي يهرانـي
وقمنا ندنّي كـل قـبً شاحـم
ولكل قـبً تلحـق المحتانـي
تلاحقوا صبياننا عنـد أبلهـم
مع طلوع الشمـس للشفيانـي
عيّنت سبر المعنقي ذيب الخلي
شيخ الجموع مقدي الغزوانـي
حطه غنيدف من فدايا فاطـره
والبل فداياها مـن الظفرانـي
الفاطر أمي والحوار ووخيـي
كيف اعتذر من واحدن غذاني
ياجعل غمرٍ مايصكك وجيهها
ماهوب من حي الله المتغانـي
ولا يقلط في مجالـس ربعنـا
ولا يحقق غصنـة الطليانـي
ولم يكدر صفو هذا النصر سوى كلمة سمعها محسن من أحد الأشخاص
يلمز فيها إلى رؤية محسن للجُره وانه تركهم في البداية ( خوفا ) فقال هذه الأبيات ضمن القصيدة السابقه:
ياحيسفي يا هرجةٍ من قامـح
طول الليالي همهـا يقلانـي
ودي انّها جتني وانا ملفىً لها
وألا يقع نقالهـا مـا جانـي
لعل رجله بأسودٍ من غابـه
يمشي على بطنه بلا كرعاني
يجيه نشنوش يجيه من الجنش
اللي قرا سمه على النيبانـي
يجيه قدام الخميـس بوجبـه
في ليلة ونجومهـا غرقانـي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذي قصيده موضوعها بأنه في قديم الزمان اتاهم قحط لمدة تسع سنوات حتى أن الجوع قتل اكثرهم وباعوا هجرانهم كي يعيشون وسموا بهذا الزمان " زمان ابو هجران "
تسع سنواتٍ ماهوى القطر بأرضنا
ولا طار من اشعاف البكار غبار
ثلاث تسرقنّـا وثـلاثٍ فحقّنـا
وأمـا الثـلاث التاليـات جهـار
غسّلنـا وكفّنـا وتالـي زماننـا
مـا عـاد لا كفـنٍ ولا قـبـار
الذيـب يجنـي فالعـوادي كنّـه
يجني من شـق الفريـق جفـار
وليا بكت ( نجلا )علانا وصيّحت
لا كنّ في حجر العيـون شـرار
فلا دخّنت ضوّي على باب سرقه
ولا جيّـدٍ درنـا عليـه مــدار
ولا تنشّدنا عن الجـود والـردى
لأني من الدرب الخبيـث مجـار
خذانا وجانا مرجحنّ مـن الحيـا
يحوشه من يـم البحـور سمـار
خميسين في سبتين ما كف سيلهـا
لين اكتبر عشـب العـدام وجـار
وهدّانا في سحج الخلايا هدودهـا
وراحن منازيـع البكـار عْشـار
وعلى حولها والشر عنّـا مجنّـب
وعشنا وعاش لْنـا نبـا وشنـار
منقول للفايدة