حياة البادية كما نعلم خشونة مطعم وصراع مع طبيعة الصحراء تصفو حينا وتكدر حيناً. ومن قال عن المرآة إنها تمثل نصف المجتمع صدق ولكن المرآة الرفاعية في الزمن الماضي تمثل ثلاث أرباع المجتمع أي ثلاث أرباع طاقته الإنتاجية وليس تحيزاَ للمرأة ولكن إنصافا لها حتى مقارنة بجيلنا الحالي نحن لا نمثل ولو جزئية بسيطة من جداتنا العظيمات ولو تكلمنا عن جهودهن الجبارة لما استطعنا أن نفيهن حقهن.
وفي الزمن القديم تمكنت الجدات من الحصول على ثقة كبيرة من قبل رجال القبيلة حيث تترك وحيدة مع الأسرة عندما يقوم الرجل برحلته على الراحلة أو الذهاب إلى المدينة لجلب الطعام وهي لا تحفل بالخوف أو أي أمر غيره , وتكونت لديها شخصية قوية أعطتها المقدرة حتى على المشاركة وكانت تتصف بسرعة التصرف والبديهة والذكاء في مثل تلك الأمور وجلدها وقدرتها على إدارة شؤون الأسرة وتغلبها على صعوبات كثيرة كانت تواجهها في الحياة. بل دعمت الرجل وقفت بجانبه و صبرت كثيرا وقاست دهورا إلا إنها كانت رمزا للتفاني والكبرياء
وعند ما نتسأل عن سبب حصولهن على هذه المكانة العالية في القبيلة نجد أنهن ساهمن بشكل فعال في كل شيء بداية منذ بلوغها الرابعة من العمر حتى الثمانين إذا أعطاها الله الصحة أو أكثر وفي هذا المقال حاولت جمع كل ما أستطيع جمعه من أعمالهن وجهودهن الجبارة التي ساهمن بها في بناء المجتمع ورقيه ويتضح أن جهودهن غطت جميع المجالات الإنسانية والعملية والمتمثلة فيما يلي.
الدور الاجتماعي
ومفهوم الدور الاجتماعي هو الأنشطة التي تقوم بها المرأة في نطاق أسرتها وخاصة ما يتعلق بتربية أبنائها وعلاقة أسرتها بغيرها من الأسر الأخرى خلال عملية نشاطها اليومي والاجتماعي حيث كانت المرآة تحمل وتلد وترضع وتربي وتنشئ رجال بما تعنيه الكلمة ولذلك نجد أن رجال الزمن القديم جميعهم يحملون النخوة والعزة والكرامة والشهامة وذلك يعود لنهج التربية التي تسير عليه الأمهات وأعطيكم مثال بسيط على التربية المثالية عندما يولد الطفل تضع يدها على صدره وتقول (وسع صدرك لبني عمك) من منا في الجيل الحالي تحرص على ذلك ولا انتقص الجيل الموجود الآن ولكن نحن نغفل عن ذلك وأنا واحدة منهن, لاحظ الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية وعلاقة أفراد القبيلة لذلك نشاء جيل متكاتف ومتعاون يتبادلون الحب و الاحترام فيما بينهم حتى إن المرأة إذا حضرت عند الأطفال تقوم بتعنيفهم وتأديبهم بدون استثناء ولا احد يتذمر من الأهل أو يمتعض أو يلوم بل يشكرونها على ذلك ويثنون عليها تخيل الآن ماذا سيحدث؟؟؟
كذلك كانت إذا احتاج احد الجماعة لمرضعة نتيجة ولادة طفل ولم يكن متوفر كما تعلمون رضاعة صناعية يتسابقن النساء لإرضاعه حتى تتمكن الأم من إرضاع ابنها أو حتى إذا كانت الأم مشغولة بالرعي يتبادلن يوم فلانة ترضع الأولاد والأخرى تذهب للمرعى ولذلك نجد النسب
بالرضاعة منتشر لديهم كذلك الحرص على علاقات الجيرة حتى مع القبايل الأخرى فنادرا تذكر قصة فيها أي احد شكا من جاره بل يتبادلون الدموع عند الرحيل والفراق وذلك بالطبع يعتمد بشكل اكبر على المرأة .
والمرأة في القبيلة ونتيجة للصلاحية التي أعطاها لها الرجل وظروف عدم تواجده تكرم الضيف وتقوم بواجبه وكانت تنحر وتذبح وكانت خير مضيف إذا الدار خلا من أهله وكانت تحفظ الغيبة والأمانة وعمدت رغم صعوبة حياتها إلى إضفاء لمسة من الحياة بطعمها الجميل على تلك الديار الشاسعة .
دورها الاقتصادي في القبيلة
هو كل نشاط اقتصادي تؤديه المرأة داخل أو خارج المنزل بهدف إشباع احتياجات الأسرة أو المجتمع ا الإسهامات غير المباشرة من خلال تحقيق فائدة اقتصادية، بمعنى أن هذا النشاط له قيمة اقتصادية يمكن يعود على الأسرة بالفائدة ولو تأملنا جداتنا لوجدنا أنهن كن يخرجن للعمل وبصفة مستمرة وذلك لرعي الماشية وتربيتها وكذلك الأعمال اليدوية التي تبتاعها وتحصل على رجع مادي كأجور نقدية تحصل عليها مثل السمن والزبد والحياكة والسدو ، ، وتساهم في صناعة كل السلع والمواد والتي تستهلك داخل المنزل.
دورها الصناعي.
،فالمرأة كانت منتجة وليست مستهلكة كانت المرأة في القبيلة بمثابة مصنع كامل: تصنع الأغذية والملابس والرجال.. وتجلب المياه وترعى القطيع وتحلب الإبل والأغنام وتستخرج من حليبها أشكالاً من الغذاء ما بين سمن وزبد و أقط فنشاطها اليومي بيداء قبل بزوغ الفجر حيث تستيقظ و توقد النار وتخبز الخبز وتخض اللبن وتجهز الفطور أو كما يعرف عندهم الفال وتحلب الأغنام وتسرح بها وفي طريق العودة تجلب الحطب تكسره بيدها الناعمة التي تحولت الى فأس يدوي واكتسبت خشونة وصلابة وتربطه بحبل وتحمله على ظهرها وقد تصحب طفلها إذا لم يوجد في البيت من يعتني به فتحمل الحطب على ظهرها والولد في حجرها كما أن على المرأة جلب الماء بالقرب من مسافات بعيدة أو قريبة حسب المنهل بقربه أو بعده مستخدمة الإبل أو الحمير الله يكرمكم لحمل القرب أو تحمله على ظهرها إذا لم يتوفر دابة تحمله عليها ويسمى ورد الماء أو أرد وبعد يوم شاق تعود وتحلب الأغنام وتطحن الحبوب على الرحى وهي عبارة عن حجرين قويين يحركون بعود وتحتاج إلى قوة وصبر ثم تقوم بالأعمال الحرفية التي تبدءا من صناعة البيت حتى زينته وحياكة الملابس وتفصيلها لجميع أفراد الأسرة او حتى الجيران و أي فرد من أفراد القبيلة يطلبها تسارع وترحب ولا تعتذر وعلى ضوء القمر أو إذا أعفيت من رعي الحلال تجز الغنم وتدبغ الجلود و تغزل الصوف ا
وجل اهتمامها بناء البيت وترميمه حيث تسدي الهجير الأسود وهو اساس البيت ويعمل من غزل الماعز الأسود وتعمل الخفا وهو من صوف الضان ويوضع على اجنحة البيت من يمين ويسار
وتعمل الغراير الملونه وهي للزينه وذرى وتعمل الساحة او ما يعرف بالذرى من غزل الماعز وقطن ابيض كان يزرع ويغزل او يشرى ويقلم به السدو والمزاود
ثم تقوم بصناعة الجلود وقد مهرن بها وتنوعت المصنوعات منه مثل القطف المشهرة الظبية الماعون وتعمل محفظة للفلوس يستخدمها الرجل تسمى الخصم وغيرها الكثير.
ويساعدن نساء القبيلة بعضهن في هذا العمل فتنسج كل واحدة منهن يوماً عند صاحبتها حتى يتم الإسراع في الإنجاز بل إذا كانت إحدى فتيات القبيلة بتتزوج يساعدن أمها في تجهيز البيت وغزله وكل واحدة تعطي الأخرى ما صنعته وهكذا يد واحدة لا حقد ولا حسد بل نفعه وتكاتف فيا له من زمن جميل رحمهن الله وغفر لهن.
على فكرة العنوان مقولة لرجل ضاف رجل من رفاعة وكان غايب فقامت المرأة بضيفته وأكرمته ورحبت وسهلت وعندما ذهب قال يا كبر حظ من جاءه نصيبه برفاعية ولا ننتقص القبايل الأخرى فالمرأة في الجزيرة العربية تكاد تتشابه أنماط الحياة والعادات ولكن تخصيص الرفاعية مني تقدير لجهود الجدات وإنصاف لهن ولأنه منتدى أبنائهن من قبيلة رفاعة ولم اذكر كل شيء فهذا قليل من كثير ......... وشكراً