ونوه غزير وراعدة فيه دني

امتداد للمواضيع الحصرية اللتي احرص على توثيقها في المنتدى وأرجو ان تكون موفقة وصائبة وان اصبت فمن الله وفضله وما كان فيه قصور فأرجوا ان تكملونه وتضيفون عليه ما يثريه ويجمله فما أنا الا بشر أخطي واصيب والكمال لله وهدفي يعلم الله اثراء المنتدى وحفظ التراث وجهود الأجداد والجدات.

موضوعنا اليوم هو عن العزوب او مايعرف بالإعزاب بالحلال


وهذا المصطلح يستخدمه القبيلة عندما تجدب الأرض ويجف المطر ويحل الدهر والوقت كما يسمونه ويقرر رجال القبيلة البحث عن العشب والكلاء والماء.

وشواهد ذلك من الشعر كثيرة ومنها ماقالته الوالدة عندما كانوا معزبين وهي تتوجد على الديرة عندما تمحل وتطلب الله في نزول المطر وقد كانت في سن الطفولة و استجاب الله دعوتها وحقق رغبتها فله الحمد والمنه:

شفت الدهر في الأرض منه الديار خمود
ولازاد نبت العشب في الأرض يطرونه

ويالله يامعبود مذري هبوب النود
رقيبٍ علانا كل الأمّات يرجونه


ويالله في نوٍّ يخيّل وفيه رعود
تهطع مزونه والقبايل يخيلونه


ويبدأ الأستعداد للعزوب بتجهيز المونة من زاد وفرش ومواعين ويكون بشكل مختصر حتى لا تثقل عليهم ويسهل التنقل لانهم يكونون في حالة شديد وحطيط , ثم يتجمعون من مختلف بيوت القبيلة و ياخذ احد الجماعة بيته وزوجته ومن سيعزب وعادةً من الشباب والبنات ويشدون االضعن.


ويتم الانتقال للديار الممطورة والمعشبة وقد تكون الجبال المحيطة بالديرة او القبائل المجاورة مثل بني كبير الباحة بالحارث سبيع وغيرهم حتى ان البعض اعزب في الطائف ومكة بحثاً عن الخصب والمرعى .

وعندما يصلون للديرة المرغوبة يبنون البيت الذي يتحول ملك لأبناء الجماعة المتعزبين ويجمعون جميع الزاد وما أحضروه في هذا البيت وراعية البيت تطبخ وتجهز الطعام للجميع ويتمتعون بصفاء النية وبساطة العيش ونقاء السريرة.



وقد قص لي جدي الله يطول عمره انه في القديم اجتمع اهل ألابل وقرروا ان يعزبوا بعيد عن الديرة بحثاً عن العشب والرجع وكانوا عشرة ومعهم بنت من بنات القبيلة مافيه غيرها بيرعى ابل والدها وكانت عن مية رجال كما ذكر جدي من قامت الحظ والجزالة والعقل وليس غريب على



جداتنا ذلك بل كان المتعارف عليه المهم وعندما هموا بالرحيل اجتمع الشباب وتعاهدوا ان يدرون خويتهم ويحطونها مثل أختهم ولا يضايقها احد لابتلميح ولا تصريح واللي يتعرض لها بأي شيء فلا يلوم الا نفسه ويقول جدي ما قلنا كذا من شك بس لأن المدة بتطول وتذكير لبعضنا والا



كلهم ما ينشك فيهم ولا تلحقهم الشانه ويحلف جدي بقوا أشهر يقول والله ماكنا نعدها الا أختنا حتى ان واحد كلم جدي يستشيره في

خطبتها واتفق معه ما يلمح لها بشيء حتى يرجع لوالدها شوفوا كرم الأخلاق ونبل السجاياوالشرف والنزاهة.

وفي اثناء التنقل تكثر الصعوبات والعقبات ووقد يصادف ان يدخل الحلال بطريق الخطاء في الحمى عند القرى المجاورة والحمى هو منطقة

محمية يمنع فيها الرعي وتنقل الحلال وذا حصل ذلك التجاوز يهبون أهل القرية ويطردون هل الحلال وحلالهم وممكن يتطور الأمر لتشابك بألأيدي

عندها يقف ابناء القبيلة المعزبين يد وحدة شباب وبنات ويحتمون حلالهم وأخوانهم .

ويسود التكاتف والتعاون من الجميع ومافيه ملل ولا كدر وان كان هناك شوق وحنين للديار والعودة للأهل والصحاب وهذا شيء طبيعي جبل

عليه الإنسان,ويتم الإنتظار حتى ينزل المطر وينبت الحيا عنده ينون الرحيل ويغادرون البلاد اللي نزلوها بذكريات يسودها الحب والأحترام

والذكرى العطرة

وهذه الأبيات دارت بين الوالده مع خالتي وهن معزبات وفيها يتضح الحنين والشوق للديرة وهلها.

تقول خالتي وقد استخدمت عبارة متداولة (سقى الله) للتمني بمعنى ياليت وهي عبارة مشهورة في القبيلة..

القلب لجلج بعد قولت سقى الله
وكل يوم اجر صوتي واغني

ردت الوالده بتمني مقدم اخوها ويعطيهم العلوم المبشرة عن المطر ويرحلون

سقوى اليا جانا علي في سقى الله
تعجب علومه يوم ليه لفني

ردت خالتي

سقوى اليا جانا المطر في سقى الله
وعلى بلدنا شيف سحبه زفني

قالت الوالدة

سقوى اليا هلت مزونه سقى الله
ونوه غزير وراعدة فيه دني

خالتي

سقوى اليا جر الضعن في سقى الله
متنحرين اللي غلاهم محني

وذكر هذه المواضيع يثير الشجون والألم والتحسر على التكاتف والتعاضد بين افراد القبيلة الذي افتقدناه في الوقت الحالي فكلهم كانوا كالجسد الواحد او كما يقال عندنا عيال عودٍ واحد يسرهم وينومسهم مايسر بعضهم ويحزنهم ويؤلمهم ما يكدر الأخرين[/font].
.

الف الشكر لك يام عبدالله

على مواضيعك المميزة والتي تذكرني بتاريخ اجدادنا وعوايدهم وسلومهم التي ترفع الراس

وكم كنا نسمع منهم ويتردد على اسماعنا زمان العتيبية عندما اشتد عليهم القحط واجدبت اراضيهم فنزحوا لديار قبيلة عتيبة

وغير ذلك كثير
وهذا دليل على على ما ورد

وللحنين للديار طابع غير خصوصا عند القداماء


:هذه شاعرة من قبيلة العبيدات تقول

ياذودنا عن جبال الحجز ماجوره"=" ترجي الله ونو الصيف ينقادي

والله من موقفك ماني بمسروره"="والهم وسط الضماير له توقادي

يالله بنون يعم البر وبحوره "=" يهل وبله ليا دندن برعادي

فلا من عشبه زفا ثم طالت ازهوره "=" فلا عاد لك في بلاد الحضب مقعادي

كل على هوايته ينقاد مظهوره "=" وانا هواية خشوم القرن من غادي

القرن مربى الذياب ومدهل اصقوره "=" والقاع مربى الضبا مدهال الاذوادي

ديرة رجال لهم وقفات مشهوره "=" والنعم يا عزوتي يالاد عبادّي

هل بندق في الملاقا يشتبك ثوره "=" فيما مضى محتمين الضلع والوادي

واليوم كل تقدم واكتمل دوره "=" حتى الثعل في طويلات الحجا بادي

......

اضافتك اثرت الموضوع كعادتك ابو عبدالعزيز

وشكراً جزيلاً اخوي

الله كم اعجبتني القصة القيمة التي ذكرتيها يا أم عبدالله التي توضح مدى الشهامة والمروة التي امتاز بها الأجداد نرغب في المزيد من هذه

القصص التي تنعش نفوسنا وتحيي عاداتنا السامية والرفيعة .

اشكرك

نحن نتحسر على الزمان الجميل ونغبط اجدادنا عليه اشياء تغيب عنا ولكن ايقضتيها ام عبدالله شكراً حياتي

دائما ابدااااااااااااااااااااااااااااااع


وهذى المواضيع


التي تحتاجها

الاجيال


وشكرا لجهودك

مشكور أخوي المبدع نشطت المنتدى الله يعطيك العافية

غيمة فرح مشكورة حبيبتي لا تحرمينا من مواضيعك نتطلع لها.

مشكورة Sun Lightكلك ذوق اشوف اليوم منورة وين الغيبة ياعسل

شرفني ردك اخوي الوافي الله يجزاك خير

اسفه أخوي الواثق التبس علي الإسم اشكرك وشرفتني بتعليقك القيم الله يجزاك خير والقسم هذا جهدك فيه واضح وجلي ونرغب في

المزيد .

الله الله نحتاج مثل هالموروث الطيب


شكرا على المجهووووود الرائع

شكراً جزيلاً مديرنا الله يعطيك الصحة

مشكور استاذ ابو فهد مرورك الموضوع شرف لي

ام عبدالله كتب:

مشكور أخوي المبدع نشطت المنتدى الله يعطيك العافية

العفو اختي

الله الله موضوع جميل صراحه
ذكرني بكتاب نزله عبدالله بن عايض القنيزعي الله يذكره بالخير